حكمة التوازن في العلاقات الإنسانية
🌿 حكمة التوازن في العلاقات الإنسانية
رحمة بالقلب… ولصون النفس من الانكسار
💭 ماذا تعلمنا السنوات؟
علّمتني السنوات، بكل ما فيها من خبرات، أن أُخفّف حضور العاطفة في علاقتي بالآخرين، وأجعل الاحترام والودّ هما الأساس… فهما الأقدر على البقاء.
لأن العاطفة – على نبلها – متقلبة. تشبه موج البحر، تعلو وتهبط، وكثيرًا ما تكون خداعة… مجرد قشرة رقيقة تلمع، لكنها لا تصمد أمام أول اختبار حقيقي.
👥 عندما تتقاطع المصالح
انظر حولك في دوائر العمل أو الحياة… قد يظن أحدنا أن ما يجمعه بزميله هو حب عميق وصداقة متينة، وتراهم يتبادلون الضحكات والأحاديث.
لكن… انتظر حتى تأتي لحظة الحقيقة، اللحظة التي تتقاطع فيها الطرق وتتضارب المصالح. هنا فقط، يسقط القناع.
ستجد أن كل طرف يهرع غريزيًا لينجو بنفسه، يبحث عن مصلحته أولًا، وربما – وهذا هو المؤلم – تجد من كنت تظنه سندًا يلقي بك عند أول مفترق طرق بلا مبالاة، وكأن شيئًا لم يكن.
⚖️ إدراك الواقع رحمة للقلب
هذا ليس تشاؤمًا يا صديقي، ولا دعوة للقسوة… هذا هو "فقه الواقع" الذي نعيشه. فالفرق شاسع بين المدينة الفاضلة التي تتمناها قلوبنا، وبين الأرض الصلبة التي نمشي عليها.
وإدراكك لهذه الحقيقة ليس قسوة على قلبك، بل هو عين الرحمة به. إنه الدرع الذي يحمي اتزانك النفسي، ويقلل من مساحة الصدمة حين يخذلك أحدهم.
فعندما لا ترفع سقف توقعاتك العاطفية، لن يكون الارتطام بالأرض مميتًا.
✨ وصية التوازن
وهنا تتجلّى الحكمة البالغة في وصية سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، التي تضبط إيقاع القلب حتى لا يجمح:
«أحْبِبْ حبيبَك هَوْنًا ما، عسى أن يكونَ بغيضَك يومًا ما، وأبْغِضْ بغيضَك هَوْنًا ما، عسى أن يكونَ حبيبَك يومًا ما».
🌱 الخلاصة: مسافة أمان… وقلب سليم
إنها دعوة صريحة للتوازن… لترك مسافة أمان. ألا ننزلق في فيض المشاعر حد الغرق، وألا نعطي كل ما في جعبتنا دفعة واحدة.
فالقليل من الودّ المتزن، والاحترام المتبادل، هو الضمان الوحيد لقلب سليم… ونفس لا تكسرها الخيبات.